رمضان شهر كريم وله أجواءٌ روحانية واجتماعية خاصة جدا، لذلك فالجميع يحب ان يقضي هذا الشهر مع العائلة، ولكن هل جالت برأسك فكرة السياحة و السفر في رمضان ، هل فكرت في أن تتعرف على أجوائه في لاد غير بلادك وعادات وتقاليد غير عاداتك؟ بعيدا عن أجهزة التلفزيون أو المجلات او الإنترنت التي كتبت أو صورت عن تلك البلاد وشعبها؟
السفر إلى هناك هو الأمر الذي ينبغي عليك القيام به لتعيش التجربة عن قرب وتشارك المسلمين فرحتهم. وفي هذا الموضوع مجموعة نصائح وأمورٌ مهمة ينبغي عليك مراعاتها عند التخطيط لرحلتك السياحية القادمة في شهر رمضان، إضافة إلى
أوّلا: حدد هدفك من السياحة في رمضان
هل وجدت نفسك ملزما بالسفر للعمل؟ أم من أجل الاستجمام وأخذ قسط من الراحة فقط؟ هل هو فقط بسبب موعد عطلتك الذي تزامن مع الشهر الفضيل وينبغي استغلالها؟ أم أنك اخترت هذه الفترة للاكتشاف وتغيير الجو؟ هل أنت مسافر شغوف باكتشاف الحياة الاجتماعية للسكان المحليين وتريد خوض التجربة الرمضانية في إحدى الدول؟ أم أنَ هناك اسباب أخرى وأهداف؟
ينبغي عليك دائمًا أن تحدد هدفك قبل البدء في التخطيط لرحلتك القادمة، وخاصة عند الحديث عن السفر في رمضان فهو شهر له مكانة قدسية خاصة عند المسلمين وأجواء ومشاعر لا يمكن التفكير في تفويتها مع العائلة، وبعد أن تحدد هدفك يمكنك الانتقال إلى النقطة القادمة وهي تحديد وجهة السفر.
ثانيًا: ابحث عن الوجهات التي تقدم لك تجربة ثقافية إسلامية اصيلة
يسافر الكثير من السياح الغربيين وغير المسلمين إلى بعض الدول الإسلامية خصيصًا في شهر رمضان ليعيشوا تجربة مناسبة عالمية من أجمل المناسبات، مثلها مثل السفر على دول معينة في احتفالات الكريسماس، ودول أخرى في السنة الصينية الجديدة، أو إلى الهند في خضم احتفالات خاصة بهم. هنا يمكن أن نسال هل عندما يُسافر العرب إلى دول أخرى في شهر رمضان ستكون لهم تجربة معرفية وسياحية جديدة؟ الجواب ببساطة نعم لأن الشعوب المسلمة تختلف كثيرًا في عاداتها وتقاليدها.
من هذا المنطلق فنحن في موقع سياحة صح ننصح بزيارة وجهات سياحية إسلامية من أجل الحصول على تجربة ثقافية أصيلة، بطبيعة الحال ستكون البقاع المقدسة هي أول وأفضل الأماكن التي يجب عليك زيارتها، أما إذا رغبت في تجربة غير دينة فلا تزال هناك أماكن أخرى أشرها تركيا وماليزي واندونيسيا والامارات ومصر.. ويمكنك مطالعة المزيد من التجارب من خلال موضوعنا عن أفضل الوجهات السياحية الاسلامية في رمضان.
إذا كانت وجهتك دولة غير إسلامية، فينبغي عليك إعداد قائمة بالمطاعم الحلال الموجودة في المدن التي ستسافر إليها، وضع دائما بعض المكسرات والوجبات الخفيفة في حقيبتك للطريق.
ثالثًا: عِش مع السكان المحليين
السفر في شهر رمضان يعني أنك سوف تكون بعيدًا عن الوطن والأهل، وهذا يعني أنك ستفقد لذة الحياة الرمضانية التي كنت تعتادها في وطنك، ولعل الأمر الوحيد الذي سيجعلك تستمتع بالرحلة بشكل يفوق مشاهدة المعالم التاريخية والاسترخاء بين المناظر الطبيعية، هو العيش مع السكان المحليين وتذوق اطباقهم.
على سبيل المثال، لا يمكن القول إنك زرت إسطنبول في رمضان إذا لم تنضم إلى موائد الإفطار في الساحات العمومية وعند المساجد العتيقة، ونفس الأمر بالنسبة لماليزيا فرغم أن الأطعمة هناك مختلفة إلى حد كبير إلا أنه ينبغي عليك تجربة طعام الشارع، أو على الأقل لا تفوت المشي قبل الإفطار بين أزقة باسار رمضان، أو السوق الرمضاني، وهو عبارة عن محلات متنقلة مخصصة لشهر رمضان تفتح ابوابها في كل مكان وتمتلئ بالأطعمة الماليزية القادمة من كل الولايات.
بالنسبة لبعض المسافرين وخاصة الرحالة منهم، هم يفضلون التعرف على السكان المحليين وكسب الأصدقاء للحصول على فرص للانضمام إلى عائلاتهم وعيش التجربة الحقيقية لشهر رمضان بعيدا عن ازدحام السياح.
رابعًا: اختر الفندق الذي يوفر لك الإفطار المميز
إذا كنت لا تحبذ الفكرة السابقة أو يمكنك القيام بها بشكل جزئي فقط، فالنصيحة التالية هي أنه عليك اختيار الفندق المناسب الذي يجعلك تشعر بالأجواء الاجتماعية لشهر رمضان، وخاصة عندما يقدم لك إفطارًا لذيذًا وشهيا مع كافة أفراد عائلتك أو مع أصدقائك في أجواء حميمية.
أغلب الفنادق في الدول الإسلامية أو تلك التي يزورها المسلمون بكثرة تتيح خلال شهر رمضان بوفيهات مفتوحة لوجبات الإفطار والسحور وبأسعار تنافسية جدا قد تشمل السهرة كاملةً، وحتى إذا كنت تقيم في فندق متواضع لا يقدم عروض الإفطار الرمضاني، يمكنك التوجه إلى الفنادق التي لديها هذه العروض أو إلى المطاعم القريبة التي تقدم اشهى الوجبات.
خامسًا: لا تنسَ إعداد مستلزمات السفر جيّدًا
الخطوة المهمة قبل وضع مستلزمات السفر داخل الحقيبة هي تدوين ما سوف تحتاجه من تلك المستلزمات، خصوصا إذا كنت برفقة العائلة والأطفال حيث لا يمكن أن تتحكم في الأمور جيدًا إذا كانت بعض الحاجيات غير موجودة داخل حقائبكم، ولعل في شهر رمضان تصبح بعض الأشياء أكثر أهمية.
اختر الحقيبة الجيدة من حيث الحجم والجودة لتناسب ما تحتاج إليه من ملابس ومستلزمات، ولا تنسى حقائب الظهر والشنطات الصغيرة لتتجولوا بها داخل المدينة التي تسافر إليها، ولتتضمن الحقيبة أكياسًا خاصة للملابس المتسخة والأحذية وغيرها من المعدات حتى تكون أكثر تنظيمًا.
الإلكترونيات شيء مهم في عصرنا هذا ولا يمكن تصور السفر بدون أخذ الكاميرا وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول والأجهزة اللوحية وغيرها، فانتبه جيدًا لما تحتاجه أنت وكل أفراد عائلتك، ولا تنس الشاحن الخاص بكل جهاز، إضافة إلى المقابس والأفيشات الكهربائية.
وتعتبر الأدوية من أهم مستلزمات السفر التي يغفل عنها الكثيرون، ولا تنسَ أن إرهاق السفر والتعب جراء التجول بين المعالم السياحية مع الصوم وصلاة التراويح وتناول الأطعمة الجديدة كلها أمور سوف تجعل من صحة الفرد أكثر عرضة للوعكات الصحية، لذلك ننصحك بالرفق على نفسك وعلى عائلتك، وفي كل الأحوال ضع في حقيبتك كيسًا أو علبة خاصة بالإسعافات الأولية والتي تشمل الأدوية المعروفة مثل مسكن الألم والصداع ومضاد الغثيان ودواء إيقاف الإسهال وخافض الحرارة وبعض المطهرات والكريمات المضادة لأشعة الشمس.
ومن الأمور التي يمكن أن تضيفها على حقيبتك بعض الكتب الخاصة بالوجهة التي تسافر إليها، وللمسافر المسلم يُنصح بإضافة المصحف الشريف حتى تغتنم الفرصة وتعيش مع القرآن في شهر القرآن.
